نبذة النيل والفرات:
في أنحاء مختلفة من العالم، ومنذ آلاف السنين كانت هناك روايات حول أناس يمتلكون قدرات غير قابلة للتفسير، لقد قيل أن بعضهم يستطيعون التنبؤ، أوانهم يستطيعون التحليق في الهواء، وقد قيل إن بعضهم قادرون على السير عبر النار دون أن يمسهم أذى، وأنهم يستطيعون تحريك الأشياء بواسطة نواهم الفكرية.
وهناك أناس قادرون على الرؤيا والسمع ليس بواسطة العيون والآذان وحسب، وإنما عن طريق التبصير فثمة روايات منذ آلاف السنين حول أناس يقدرون على تبصير المستقبل، فأحلام البعض أصبحت حقيقة فيما بعد، وبعضهم يتبصرون من خلال الكرة البلورية أو غيرها من الأشياء، وقد أمكن الكثير من الناس العاديين أن يجدوا عن طريق التجارب، بأن ثمة طرق أخرى لمعرفة العالم بعيداً عن اللمس والمشاهدة والسمع والشم، والتذوق، وقد امتلكوا ما يسمى بهاجس ما وراء الحس. والأشكال الأساسية لهذا الهاجس هي الاستبصار والتخاطر وبعد النظر.
أما الاستبصار فهي قوة استنتاج شيء ما باستعمال العقل دون الحواس، فمثلاً باستطاعة البعض معرفة ما تنطوي عليه رسالة ما دون فحص المظروف، والتخاطر هو القدرة على قراءة ما يجول بخاطر شخص آخر، وبعد النظر هو قوة غريبة في توقع أحداث تجري حقيقة في المستقبل، وبعض الباس يمتلكون قوى مدهشة فالبعض يستطيعون ثني المعادن أو تحريك الأشياء بواسطة الأفكار فقط.
وهناك بعض البيوت التي لا تبدو مأوى للأحياء وحسب وإنما لحضور بعض قوى طبيعية، والأشباح القاطنة يمكن أن تدلك على وجودها بعدة طرق، ففي بعض الأحيان تبدة على أنها روح شخص ميت، والناس القاطنون في المنزل يسمعون العويل والتأوهات في منتصف الليل.. ووقع الخطوات لأناس غير موجودين...
ولهذا فقد ساد اعتقاد بأن تردد الأشباح يكون بسبب ارتباط روح أحدهم بالأرض وعدم قدرتها على الالتحاق بعالم الأرواح. في الماضي كان الإنسان يتردد في البحث أو الاعتراف بالظواهر الخارقة أو الغريبة في حياته، والخبرات، والحوادث والظواهر التي لم يستطيع تفسيرها بمعرفة المحدود في تلك الفترة من الزمن تركت بدون تحري أو دراسة.
التعصب، الخوف، والجهل، اعتبر الوظائف الغير مفهومة للعقل ومدارك الإنسان الداخلية من الأسرار الغامضة ومما فوق الطبيعة والتي لا يمكن الخوض فيها.
اليوم وفي الزمن الحاضر تم تحرير العقل الإنساني من الجهل والتعصب والخوف وأصبح الكثيرون يرحبون بالحقائق من أي نوع كانت بدون ارتياب أو تحيز أصبحت الظواهر الغريبة الغامضة تحلل وتدرس ويتم تفسيرها حسب القوانين الطبيعية للكون والحياة.
الكشوف العلمية المتجددة تدفعنا للتفكير بأن الأشياء المادية ليست كل شيء في هذا الكون، فهناك أمور وأشياء وراء المادة المحسوسة، يهدينا إليها عقلنا ,أجهزتنا العلمية المتطورة، وقد بدأ العلم يدرك أن في الكون "ظواهر" موجودة خفية وإن كانت الحواس البشرية الخمس لا تراها ولا تسمعها.
لقد بدأ العلم يقترب من الدين والفلسفة وبدأ يتعرف أن هذا الكون يحكمه نظام دقيق بالغ في التعقيد وأن هناك "قوة" واحدة تعمل بانسجام وتربط مظاهر الحياة والكون بعضها ببعض، وأن الحياة تتشكل في صور مخلفة.
الكتاب الذي بين يديك يطمح في إعطاء بعض الضوء على ماهية الجسد المادي والأثيري.. والعقل ومستوياته المختلفة كما يعرض بعض المكتشفات العلمية والباراسيكيولوجية والأحداث الخارقة والغامضة والتجارب الصوفية عن أمور كانت تعتبر مجرد خرافات ومأثورات شعبية وأموراً غريبة، وليؤكد أن العلم بدأ يكشف أسرار هذا العالم الغامض وما وراء المحسوس من عالم خفي غير منظور.